الأحد، 25 يناير 2009

اتمنى من الجميع قراءة هذه القصة قبل الاجابة عن السؤال في آخره.



تبدأ القصة في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... حيث كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ... في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود .
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .


وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة .... ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث.. وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ... وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة ....
وكانت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيالر الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .



قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ...
اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فماجاء بنا هذا الجزار الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر ....
انتفض ذلك الكبش انتفاضة الاسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره .



لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب....
أمسك الجزار بخروف اخر وجره من قرنيه وخرج به من الزريبة ....
كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع
نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول ..... بسم الله والله أكبر
خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفض أي فكرة لمقاومة الجزار.



وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع "لا ثم لا للمقاومه "
وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر . وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسير خلف هذا الخروف الى المسلخ.... وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ...
انها فعلا خراف تستحق الاحترام.


كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق .. أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق ... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها...والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ..." لا تقاوم ..." ....


في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ... كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره .


لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب .
وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة .... لم يكد يصدق عينيه ... صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...


وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار ....
وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع ....
في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة
سياج الزريبة مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد ..........


ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح ...
نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .
نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع
ذلك الخروف " الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر .
كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء
ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...
ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير ....
أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم ....
كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ .


فليأت واحد بعد الاخر .... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....
وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ......" لا للمقاومة"...




انتهت القصة وهنا ياتي السؤال الذي خطر لي عند قراءة هذه القصة: هل الخرفان أصلها عربي ؟؟





مقتبسة

هناك 7 تعليقات:

م/ أحمد مختار يقول...

اخي الحبيب احمد

والله مسالة ان الخراف اصلها عربي فهذه مسالة لا استطيع ان افتي فيها حيث انني لم اصدف خروف معه اثباتات شخصية ....

لكن الذي استطيع ان اقوله ان الخراف يبدوا انهم ساعدوا في اعداد مناهج التعليم لدى وزارات التعليم في الدول العربية ترى هذا في الغاء كل ايات ومعاني القوة والجهاد والصبر على الشدائد و...و.....و الخ ، وبدى واضحا من القصة التي سقتها ان هذا تصرف قطعان الخراف لا تصرف خير امة ....

احسنت بارك الله فيك .

بستان الحب يقول...

ابنى أحمد كلنا نعتز ونرفع الرؤوس لاننا عرب فالحبيب المصطفى عربى والقرآن عربى والكثير من الصحابه والقاده العظام عرب ؛العيب ليس فى البلاد العربيه او فى العرب كجنس العيب فى أناس لاهم عرب ولاهم اعاجم بل هم اناس نزعت منهم كل الصفات الادميه اناس بلا قلوب وبلا عقول اناس اقل مايقال عنهم انهم حشرات مؤذيه طهر الله منهم الدنيا وحفظ الامه العربيه والاسلاميه من اذاهم .جزاكم الله خيرا دمت بالف خير

د.توكل مسعود يقول...

لا الخرفان أصلها عربي
ولا العرب خرفان
لكن العرب بغير قرآن
جثث بغير أكفان
وفلك بغير ربان
ورعايا بلا أوطان


كنت أتمنى أن تكون النهاية أن يقود الكبش الشاب أولئك الخراف إلى خارج الحظيرة ...

أو نستبدل بالجزار ذئباً ونصور اجتماع الخراف على الذئب بقيادة الخروف الشاب ونطحه حتى الموت ، لأن تمرد الخراف على الجزار غير متصور ... والخروف المتمرد على الجزار أولى الخراف بالذبح ... والجزار العاجز عن ذبح خروف أولى به أن يكون علافاً في زريبة الخرفان ...

إن نهايات القصص هي التي تصوغ أفكار الناس و؟إن النهاية المؤلمة بانتصار الجبن على الشجاعه وضياع الحق وسحقه تحت أقدام الباطل ... إن هذه النهاية تبعث على اليأس وتحطم ما بقي في النفوس من عزة ... أود أن أرى ذلك في القصة القادمة ... والله معك ؛

أحمد رشاد يقول...

أخي أحمد مختار

أفتقدك هذه الأيام و أسأل الله لك كل خير في هذه الهجرة .

أتفق معك و هذا فعلا ما أقصد

أحمد رشاد يقول...

بستان الحب

نعم أمي نحن عرب و نحن خير أمة و لعل هؤلاء الخرفان هم حكامناو كل من لا ينتمون لهذا الدين و لكنهم عرب ، الذين لا يقبلوا أن يظهر أحد بينهم يقول حي على الجهاد ، حي علي الفلاح

جزاك الله كل خير أمي و رزقنا الإخلاص

أحمد رشاد يقول...

استاذنا د.توكل

نعم اتفق مع حضرتك ولكن هذا ما رأيته في واقعنا من لؤم حكامنا الذين تأمروا على إخواننا و خزلانهم ،بل لم يكتفوا بذلك فقط بل أعانوا عدوهم عليهم .و جائت العزة من أماكن كنا لا نتوقعها من خارج تلك الحظيرة التي غلب عليها الخوف و النفاق حتى لو ظهر في أحدهم الصدق سوف يصبح صوته ضعيف .

كنت أتمنى نهاية لهذه القصة القصيرة سعيدة مثل ما خضرتك تمنيت ولكنها نهاية قصة و بداية قصص و صحوة و صرخة للإسلام في كل بقاع الأرض

جزاك الله كل خير و أطال الله في عمر حضرتك و نفع بنا الإسلام

بستان الحب يقول...

باذن الله سننتظر تدوينه بحد اقصى الخميس القادم بارك الله لك فى وقتك وفى رزقك